إياك والاختلاف مع العميل. إنها القاعدة الذهبية التي للأسف اعتاد مندوبو البيع على كسرها! إن كنت تبغي كسب رضا العميل، فكن مُرضيًا له أولاً.
مع ذلك يجب ألا نخلط بين هذه القاعدة وتلك التي مفادها أن العميل دائمًا على حق ؛ فليس العميل على حق في كل وقت: حيث
قد يبالغ البعض في التعبير عن الاعتراض ، أو محاولة تقليل ثمن المنتج مثلاً.
ولكن تكمن الفكرة هنا في ألا تكون مختلفًا عن العميل ، وأن تبحث عن أوجه الاتفاق حين تشرع في إبرام الصفقة وتحرير العقد. لا تتوقع أن يتفق معك أي إنسان إن اختلفت معه ، فهذا ضرب من ضروب المستحيل ، إذ ينجذب البشر نحو المنتجات والأفكار التي يتفقون معها ونحو كل ما يُعبِّر عن شخصياتهم في هذا الكون ، فأصدقاؤك المقربون هم من يتفقون معك في الرأي والفكر والأخلاق في احيان كثيرة ، وأكثر أفراد عائلتك قربًا من قلبك هو الذي تتفق ميولك مع ميوله فتجدك تهوى التنزه معه ، وقضاء وقت أطول بصحبته ، ومشاركته أيام العطلات. من ثم لا تنطبق قاعدة “تجاذب
الأضداد” على البيع ، بل بالأحرى القاعدة الصحيحة هنا هي “تجاوب المتوافقين”، ولا يأتي التوافق إلا إذا نحيت الخلاف جانبًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق